القط شارل

2

#القط-تشارل
في ايام طفولتي الناعمة كان ابي ذلك الرجل الطيب يصحبني إلى حدائق الحيوان يوما بعد يوم زاد حبي وتعلقي بالحيونات كثيرا ، عشت حياة رغيدة، كيف لا وأنا أبن والدي المدلل ، غرفتي مليئه بكل أصناف الحيونات طيور حوض السمك الجميل و القط (شارل ) كما أسميته أنا ذلك القط الأسود ذو الشعر الكثيف صديقي الحميم ، أقضي يومي باللعب معه ، أبكي عندما يصاب شارل بسوء طيبتي الزائده على شارل وعلى جميع حيواناتي جعلتيني مادة دسمه للسخرية من أقارني وأصدقائي لعطفي الشديد على شارل .
تزوجت صغير السن كانت زوجتي ( دارين ) لها نفس ميولي لا تختلف عني كثيرا ؛ حبها الشديد للاسماك للكلاب و للطيور وحبها وأخلاصها الشديدين لشارل ولي أيضا جعلها مميزة عندي .
مرت السنون والأيام وشارل بيينا في المنزل يتمتخر يتباهى بشعره الاسود الجميل كل مساء يبقى بيينا كأنه أبننا المدلل .
أنا مازلت كما أنا أذهب الى مدرسه كل صباح فهي مصدر قوتي وقوت زوجتي دارين .
مضت أكثر من ثلاث سنوات وانا ودارين وشارل أجمل ثلاثي في الحياة. الى ان تغيرت حياتي وتبدلت حياتي بعد رفضي من مدرسة وتبدلي المنزل ؛ لأسكن في القبو ، أصبحت حانق. شديد الانفعال أغضب على ابسط شيء ؛ أصبحت كثير الشغف بالسياسة ؛إجتماعات الحزب هي قبلتي الاولى والحزب كعبتي المقدسة ؛ حزبي السياسي له جُل اهتمامي ؛ أريد ان افعل الشر ليس لشيء بل لأنه شر فقط .
في يوم قَرِّ عاصف والريح ترمي بثقلها على ممرات القبو المظلمة وشباكي يصدر سنفونيته المشهورة فأصوات الرياح مع شباكي مكسر أصبحا ثنائي جميل تطرب له أذني كل شتاء ، أريد الذهاب أنه يوم الأربعاء واجتماع الحزب قد اوشك على بدأ ، ذهبت إلى ذلك الاجتماع وأنا عائد منه مررت على وكري المفضل خمارتي . لأشرب عدة كؤوس فأجمل الموسيقى لدي صوت دق الكؤوس والضحكات ؛ قضيت أقل من ساعة بين الأضواء الحمراء ، وتبتل الغانيات عدت الى بيتي طالبا قليل من راحة ،شارل نائم على درج البيت وكأنه مستلقي على ضفاف بحر التاميز ، جلست قريبا من المدفئه لتعود حواسي للعمل شيئا فشيئا ،وطالبا قليلا من راحة بعد يوم عمل مضني ؛ شارل يقترب مني يمسح شعر ظهره بيدي وأنا منزعج منه بشدة ،انا لاأريده اصبح مقزز بالنسبه لي امسكه من رأسه بقوة ليغادر حياتي الان ،عضني عضه خفيفه بيدي ، اتشطت غضبا أعترتني هزة شيطانية لعينة ؛حواسي لم تعد ملكي اسرعت إلى المطبخ وأنتزعت سكينا مسكت بالحيوان المسكين وانتزعت إحدى عينيه من حجريهما ، وقضفته بعيدا ، كما لو انه جورب مهترأ مقزز ، بقي شارل بيينا بعين واحدة لا يرى إلى نصف ماأريده أن يراه ،أصبح شارل يتحاشى أن يصدفني بهذا الببت الضيق ، التي اكلت رطوبته ما تبقى لي من ذكريات .
أصبح حضن دارين هو مكانه المحبب وينظر إلي بعين واحدة حقيرة ؛ أفكار شر ما زلت برأسي فشياطين رأسي قد باضت الإثم وفرخت إيضا ؛ أريد أن أفعل الشر لانه شر فقط ، هل أحرقه هل أغرقه بماء ساخن ليموت هل أقطعه إربا ،لا أريده في حياتي .
تعافى القط شارل مع مرور الزمن ومحجر عينه فارغا كحياتي التي أعيشها الان .
نحن البشر نريد خرق القوانين نريد عمل كل ما هو شيطاني ليس لشيء بل لنشعر بلذة النصر ونشوته .
استقيظت صباح يوم الاربعاء هادئ الأعصاب مرتاح دارين ما زالت نائمة القط "شارل " نائم ايضا رباط حذائي ما زال بيدي أربطه من عنقه الى فناء المنزل الخلفي بلا روادة أريد شنقه لارتاح أكثر ،أربطه بغصن شجرة الكينا العملاقة ، أريد أن افعل كل ما هو شر لانه شر فقط ؛ أرقص حول جثة شارل المعلقة وأقفز وأصفق وأقهقه بهستريا غريبة ، دارين تخرج لترى ما فعلته بشارل تنظر بصمت وكأنها تخاف من أن تكون ضحية شهوتي الشيطانية ،اعود الى بيتي الكئيب شارل ما زال معلقا بشجرة الكينيا العملاقة تجتمع قطط الحارة حوله وكأنها تريد أن تقدم واجب العزاء له ، أنه مساء الاربعاء إجتماع الحزب السياسي قد بدأ منذ أكثر من نصف ساعة أريد الذهاب لكي أحضره فرصيد الشر بداخلي قد أوشك على الانتهاء وما زال هناك الكثير من شارل لتعدم ، سكين المطبخ السوداء بجيبي أريد أن أذهب الان . أدخل الى قاعة الاجتماعات صوت من داخل الحزب ( أيها الأعضاء الأكارم ، نحن نكرة العنف ) .

التعليقات