يومُُ ماطر

2


بقلم #مالك_العبادي
مساء عاصف أمطار شارع كئيب ، الغيوم تعانق الأرض لتفصل بينهما أشجار السرو والصنوبر ،سائراً بلا أي إتجاه لا أعرف قدماي أين سوف توصلاني بعد يوم عمل مضني ، الحافلة تتأخر كعادتها . لا بأس فهذا اليوم يوم شتاء جميل لن أفسد الوداد والحب بيني وبين المطر بسبب تأخر الحافلة ، أبحث عن جدار لاتكأ عليه قليلا ، على مقربة مني رجلين واقفين دار بينهم حديث لا يخيل لي أني سمعته. كانت تمتمات عابرة تعجز أذني أن تسمعها . كاسة القهوة بجانبي وأصوات الرياح تعزف بأذني أناشيد أطرب لها ، أقنع يدي بالخروج من جيب معطفي لتمسك بكاسة القهوة فقد أشتاق فمي لها ، أمسك بكاسة القهوة . وهنا تبدأ أصوات الرجلين بالأرتفاع وسباب عنيف على بعضهم ، تبا لكِ يا يدي فلقد شُغلت بها عن إستراق السمع . بعد هذه الكمية الهائلة من السباب والشتائم بينهم . غادرا كلِِ في طريق هنا بدأت الأفكار تتسرب إلى عقلي ، قلت لنفسي يا لهم من أحمقين لما كل هذا ألا يستطيعان التمسك بالصبر والحب قليلا ، وأن يتقبل كلِِ منهم الآخر بروح جميلة . ومن أخطأ يعتذر . بظل هذا  التفكير وأنا سائرا على الرصيف. وإذ بسيارةِ مسرعة ولا أرى بعدها إلا كل ما كان على طرف الرصيف من ماء أصبح يتراشق عليّ . فتبا لتلك الشوارع فالمطر الذي تعشق أن يلمس وجهك وهو يتساقط يتجمع على الأرض ثم يأتي على كل ملابسك بإسلوب فج بلا أي أذن ؛ هنا وبهذه اللحظة بدأت بسباب عنيف لذلك السائق الغبي ، أزعم أني وصلت جده السابع بالشتائم المقذعة لم أدع حيوان عرفته كتب الأحياء إلا وقد نعته بهِ لم أترك سُبه بمعاجم اللغة إلا ولصقتها بهِ . في غمرة هذا الأمر تذكرت الرجلين وتلك النصائح التي أوهمت نفسي أنها عندي من تقبل الآخر وتمسك بالصبر  . عندها تذكرت أن الكلام سهل جدا ولكن التطبيق صعب للغاية .

التعليقات