رحاب الجزء الأول

#رحاب#مالك_العبادي ..
خلف سور حديقتها ألف من البنادق السود ، اثنان وعشرون حارساً أشداء يمنعون كل طالب ليدها أو راغب بالقرب منها والوصال ، حمائمها البيضاء الجميلة التي كانت على نافذة غرفتها ذات الستائر المشرعة قتلتها كل غربان هذا  العالم البائس ، رحاب تتوضأ لصلاة الفجر كل يوم لكانها لا تصليها;  مساجد حارتها الواسعة تضيق بصوتها القوي الصادح ، دموعها زيت قناديل عابد بصومعته العتيقة ، عيونها القرآن والأنجيل ، سماءها عباءة راهب تحتها ملايين النجمات ، رحاب تغفوا لكن لا تنام تستيقظ دون تفتح عيناها  تحفظ الأحاديث المكررة ولا تنساها حفظتها عن ظهر قلب كما حفظت كل الخيانات من قبل  تُميز بين الخائن والوفي  ، لم تؤذٍ أحدا أبداً ، في الشتاء تصمت وفي الربيع  الذي هو انعكاس أحلامها تمسح الحزن عن عيناها لتبكي من جديد ، الأيام باتت يوم واحد كئيب حتى تلك الجُمع أصبحت سبوت ،  تبكي بلا صوت دموعها زخات من رصاص لا يقتل، كل أهل قريتها يحلمون بالوصال والقرب منها لكن منعتهم تلك الضباع الجاحفة  ، في المساء الذي لا ينتهي تُرتل القرآن والأنجيل وتنتظر من الله طيور الأبابيل لتمسح الحزن عن جبينها المنهك المتعب، رحاب تكتب رسائلها في فم التمساح لمحبيها  ! تكتب كثيرا وتنادي كثيرا حتى بُحت حنجرتُها الذهبية ، قُتل القمر الذي هو ابن السماء المدلل وهو شاب بالسماء غضبت أمه الثكلى وسخطت فأرسلت إلينا تلك الضباع والحراس الجبناء ، القمر القتيل بات أشبه  بتمرة ممضوغة  ومن هنا كُتبت البداية لقصة رحاب .